حـكاية الكـلب المنفــوخ

يحكى أن كلبا" أكل وانتفخ وظن أنه صار أقوى من في الغابة ولعب إخوانه الكلاب في عقله ونفشوه كما يقال وقالوا له : الآن صار بإمكانك أن تصير أنت ملك الغابة بدلا" من السبع القوي
أعجب ذلك الكلب المنفوش بالفكرة فخرج ينبح طالبا" من السبع القوي ملك الغابة أن ينازله وتحداه بنباح ملأ أرجاء الغابة ، لكن السبع الحكيم لم يعره أي انتباه ولم يرد عليه أبدا" فتعجب منه حاشيته من النمور والفهود والسباع وسأله أحدهم بقلق : لماذا لا ترد على ذلك الكلب يا ملك الغابة وتريه حجمه وتنازله وترده خاسرا" خائبا" ؟؟
فأجاب السبع بهدوء : دعه ينبح حتى يشبع
فقال الوزير النمر : لكنك يا ملكنا العظيم لو رفضت منازلته فسيقول من في الغابة كلهم بأن السبع العظيم رفض أن ينازل كلبا"
فأجاب السبع وبكل حكمة : أن يقولوا هذا أفضل ألف مرة من أن يقولوا بأن السبع العظيم ضرب كلبا" حقيرا"
في تلك الحكاية إخوتي حكم ومعان كثيرة أولها هو أن يعرف كل كائن حدوده وإمكانياته ورحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده
والحكمة الأهم في تلك القصة أنه وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب
فالسبع الحكيم لم ينجرف وراء غضبه من استفزازات ذلك الكلب الغبي وهنا تكمن القوة الحقيقية وضبط النفس والتحكم بالمشاعر والأهواء
ومن الحكم في تلك القصة أن من يثق بقوته وبنفسه لا تهزه مجرد كلمات ونباحات هنا وهناك بل ولا يعيرها أي اهتمام
ونلمح في تلك القصة سمات القائد الناجح فالقيادة لا تتطلب قوة فقط بل تلزمها الحكمة والصبر والعزة ومن لم يمتلك تلك الصفات فلا يمكن أن يكون قائدا" وشكرا" لإصغائكم